بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا محمد النبي العربي الهاشمي الامين
وبعد :
الحمد الله الذي من علينا بانطلاقة هذا العمل المبارك الذي يسعى لتحقيق الاستطاعة للمواطنين لأداء هذه الفريضة العظيمة والشعيرة الكبيرة تحقيقا لقوله تعالى (ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا ) وتمكين غير المستطيع من تحقيق شروط الاستطاعة لأداء الفريضة ولو طال به الزمن من خلال جعل القيمة الدنيا للادخار عشرة دنانير فصاعدا الأمر الذي لا يتوافر في أي جهة أخرى لابل إن المدخر يحصل على أرباح على هذه الدنانير العشر دون أن يخصم منه بدل أي عمولة مما يشجع المواطنين على ثقافة الادخار بدلا من ثقافة الاستهلاك .
لقد عانت فكرة إنشاء صندوق الحج طويلا حتى ظهرت ودخلت مخاضا عسيرا ولا يزال حتى هذه اللحظة قائما إلا أننا قد اتخذنا الانجاز والمصداقية والشفافية والوضوح شعارا ومنهاجا والإخلاص لله تعالى في القول والعمل غاية وهدفا حتى يكون الرد بالفعل لا بالقول فحسب .
وللوصول إلى ما نؤمن به من رؤيا ورسالة ومبادئ , وتحقيقا للاحتراف في العمل وحفظا لأموال المدخرين وبياناتهم قامت إدارة الصندوق بالاتفاق مع البنك الإسلامي الأردني لفتح نافذة من خلاله بحيث يسهل على المواطنين عملية الادخار وصولا إلى اكبر شريحة ممكنة دون عناء منهم وتم توقيع الاتفاقيات اللازمة لهذا العمل بعد استكمال كل ما يتعلق بها وعليه فقد أصبحت أفرع البنك الإسلامي الأردني فروعا لصندوق الحج والتي تقارب ثمانين فرعا ومكتبا كلها تقوم بواجبها الكامل في عملية الادخار وفتح الحسابات وتقديم الخدمة للمواطنين.
لقد حرصنا في الصندوق على انتقاء موظفين من خيرة الخيرة يحملون رسالة الصندوق وأهدافه ورؤاه ورسالته مؤمنين بها ساعين لتحقيقها ليكون فريقا محترفا ملتزما بأحكام الشريعة الإسلامية الغراء .
لقد تم عرض نظام صندوق الحج وتعليماته وأوراقه الناظمة على دائرة الإفتاء العام وبعد أن قامت بدراسته بكل جوانبه أصدرت فتوى بجواز الادخار والاستثمار لا بل والحث على ذلك واحتساب الأجر عند الله تعالى كما اقر مجلس الإفتاء القانون الذي صدر عام 2001 الذي يتضمن مواد تتعلق بصندوق الحج.
لقد استكملنا عملية الادخار بنجاح بفضل الله عز وجل وقد تجاوز عدد المدخرين خمسة ألاف وخمسمائة مدخر بفترة لم تتجاوز ثلاثة أشهر على فتح باب الادخار وبمبلغ تجاوز ثلاثة ملايين دينار ونصف ونحن الآن بصدد البدء بعملية الاستثمار ودراسة الجدوى الاقتصادية لبعض المشروعات الوقفية وإعطائها الأولوية في عملية الاستثمار.
إن هذا العمل المبارك ليس مؤسسة ادخارية استثمارية تعمل وفق أحكام الشريعة الإسلامية فحسب وإنما يقوم أيضاً بتنمية الأراضي الوقفية وبعد استثمارها من قبل الصندوق وتحقيق عوائد للمدخرين فان استثمارها سيعود إلى وزارة الأوقاف لدعم البرامج الوقفية الخيرية مما يسهم في تحقيق رسالة الوقف الخيري فأي شي أعظم من الاستثمار وفق أحكام الشريعة الإسلامية والقيام بدعم المشاريع الخيرية والوقفية في ذات الوقت .
إننا في هذا العمل المبارك نبتغي الأجر والثواب من الله عز وجل فلا عوائد تذهب للمؤسسين ولا للمساهمين .
وإنما تذهب لعمل الخير والصالح العام فنحن مؤسسة حكومية لها نظامها وتعليماتها التي لايستطيع احد أن يتجاوزها . وبحول لله فان هذه الفكرة الثانية على مستوى العالم بهذا الشكل بعد ماليزيا والأولى على مستوى الوطن العربي ستقترب من التجربة الماليزية الرائعة وتوازيها وستكون بوابة للإصلاح الاقتصادي الإسلامي على مستوى المنطقة والعالم اجمع
إننا في هذا العمل المبارك نسعى جاهدين لتحويل النظريات إلى واقع عملي وتطبيقي يلمس المواطن آثاره على أرض الواقع لتتحول الرؤى الحالمة إلى واقع نفتخر به وانجاز نباهي به , مثبتين للجميع بأننا قادرون على أحداث التحويل نحو الأفضل وتحقيق آمال المواطنين كسباً لدعائهم وصولاً لرضا الخالق العظيم .
سائلين المولى عز وجل أن يجعله عملا خالصا لوجه الكريم ينتفع منه عامة المسلمين وخاصتهم إلى يوم الدين.